تحرير يونس رقيق
جمعية المهاجر وجمعية لكويرة تنظمان حملة طبية ناجحة لفائدة ساكنة ابن امسيك
في خطوة رائدة تعكس التزام المجتمع المدني بتقديم خدمات إنسانية هادفة، نظمت جمعية المهاجر وجمعية لكويرة حملة طبية مجانية لفائدة ساكنة ابن امسيك، وذلك بفضاء الشباب قرية الجماعة. وقد أشرف على هذه المبادرة الإنسانية الدكتور نجمي، بمعية طاقم طبي متخصص، إضافة إلى متطوعين وأعضاء الجمعيتين، الذين سهروا على تقديم الفحوصات الطبية والاستشارات الصحية للمواطنين، خاصة لفئات المسنين والمرضى المعوزين.
عرفت الحملة إقبالًا كبيرًا من قبل ساكنة المنطقة، حيث تجاوز عدد المستفيدين 150 شخصًا خلال ساعتين فقط. وتضمنت الفحوصات قياس نسبة السكر في الدم، الضغط الدموي، وفحوصات مرتبطة بالكلى، وهي أمراض شائعة يعاني منها العديد من المواطنين دون أن يكونوا على دراية بمستوى خطورتها.
تسعى هذه الحملة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاجتماعية والصحية، أبرزها:
1. الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، والتي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها في الوقت المناسب.
2. نشر الوعي الصحي بين المواطنين، من خلال تقديم نصائح وقائية حول النظام الغذائي الصحي وأهمية ممارسة الرياضة.
3. تمكين الفئات الهشة من إجراء فحوصات طبية مجانية، خاصة أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الكشف الطبي في المصحات الخاصة.
4. توجيه بعض الحالات المرضية الحرجة إلى المستشفيات والمراكز الصحية المختصة لمتابعة العلاج والاستفادة من رعاية طبية أعمق.
تم تنظيم الحملة وفق معايير عالية من الدقة والانضباط، حيث تم توفير الأجهزة والمعدات اللازمة لإجراء الفحوصات في ظروف جيدة. وحرص الطاقم الطبي المشرف على تقديم الخدمات الصحية بسرعة وفعالية لضمان استفادة أكبر عدد من المواطنين خلال مدة قصيرة.
وقد عبر عدد من المستفيدين عن ارتياحهم لهذه المبادرة، حيث صرح أحد الحاضرين قائلاً:
“لم أكن أعلم أنني أعاني من ارتفاع ضغط الدم، وهذه الحملة ساعدتني على اكتشاف ذلك واتخاذ التدابير اللازمة لحماية صحتي.”
في تصريح خاص لـ “مراسلنا من عين المكان”، عبر الدكتور نجمي عن سعادته بنجاح الحملة، مؤكدًا أن مثل هذه المبادرات ضرورية لتعزيز الوعي الصحي وتقديم خدمات طبية مجانية للفئات الأكثر احتياجًا. كما أكد أن الكشف المبكر عن الأمراض يمكن أن يساهم في إنقاذ حياة العديد من الأشخاص، خاصة أن بعض الأمراض المزمنة لا تظهر أعراضها إلا في مراحل متقدمة.
من جانبه، صرح أحد أعضاء جمعية المهاجر أن هذه الحملة جاءت استجابة لحاجة ملحة في المنطقة، وأن الجمعيتين ستعملان على تنظيم مبادرات مماثلة مستقبلًا لتغطية مجالات صحية أخرى، مثل طب العيون، صحة الفم والأسنان، وأمراض القلب.
تعكس هذه الحملة الدور المحوري الذي تلعبه الجمعيات المدنية في دعم المنظومة الصحية الوطنية، حيث تسعى هذه الجمعيات إلى سد الفجوات التي تعاني منها بعض الفئات الاجتماعية في الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.
وقد أكد ممثلو جمعية المهاجر وجمعية لكويرة أن نجاح هذه الحملة يشجعهم على توسيع نطاق المبادرات الصحية في المستقبل، من خلال:
إطلاق حملات طبية دورية تشمل تخصصات طبية متنوعة.
التعاون مع جهات رسمية وغير رسمية لضمان استمرارية هذه الحملات وتحقيق تأثير أكبر.
تنظيم دورات توعوية وورشات تحسيسية حول كيفية الوقاية من الأمراض المزمنة والحفاظ على نمط حياة صحي.
بعد النجاح الباهر الذي حققته هذه الحملة، تخطط الجمعيتان لتنظيم حملات صحية جديدة، تستهدف فئات أوسع من المجتمع، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف الولوج إلى الخدمات الطبية. كما سيتم تعزيز الشراكات مع الأطباء والمتخصصين لضمان تقديم خدمات طبية ذات جودة عالية.
ساهمت هذه الحملة الطبية في تحسين الوعي الصحي لدى الساكنة المحلية، كما قدمت خدمات طبية مجانية كان لها تأثير إيجابي على العديد من المستفيدين. ومع استمرار هذه المبادرات، يمكن تعزيز الصحة العامة وتقليل نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة في المجتمع، مما يعزز دور المجتمع المدني كشريك أساسي في تحسين جودة الحياة.