تبدو حسابات الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر مقعدة للغاية فيما يتعلق برؤيته للعناصر التي من الممكن أن يعتمد عليها مستقبلا في عام حافل بالارتباطات الدولية، بدأ مبكرا بكأس أمم أفريقيا في فبراير الماضي، حيث أكمل الفراعنة المشوار للنهاية، وخسر المنتخب المصري في النهائي أمام الكاميرون، ثم تصفيات النسخة القادمة من البطولة بمواجهة تونس في يونيه المقبل، واستكمال مشوار تصفيات المونديال في أغسطس من نفس العام بمواجهتين مصيريتين مع أوغندا.
تلك الاستحقاقات الهامة التي تنظر منتخب هيكتور كوبر تؤكد أن المدير الفني يجب أن يكون لديه رؤية مسبقة لكيفية الاستفادة من أفضل عناصر الأندية والمحترفين.
وربما كان لكوبر بُعد نظر فيما يتعلق بالاستعانة بأكبر قدر من المحترفين سواء قبل امم أفريقيا أو بعدها في ودية توجو، حيث لا يضمن الأرجنتين صاحب الـ 61 عاما أن يجد العناصر التي تركها بعد مشوار “الجابون 2017” بنفس المستوى في ظل ضغوطات المشاركة العربية والأفريقية للأهلي والزمالك، ما يجعل الإرهاق يطارد اللاعبين بشكل كبير للغاية.
وسيضطر لاعبو القطبين الكبيرين مواصلة الموسمين الحالي والقادم دون راحة بسبب مباريات البطولة العربية ثم دوري أبطال أفريقيا ووأخيرا مشوار المنتخب ثم الموسم الجديد مع الأندية.
تلك الأمور تعقد حسابات كوبر بشكل كبير، خاصة أن الكثير من المتابعين يرون أن عناصر المنتخب ضمن صفوف الأهلي والزمالك أخذت وقتا طويلا حتى تتخلص من إرهاق بطولة الجابون، مثل عبدالله السعيد وأحمد فتحي وأحمد حجازي في الأهلي، وأيضا علي جبر وطارق حامد في الزمالك، وهو الأمر المرشح للتكرار في المرحلة القادمة ولكن بصورة معكوسة، بحيث تزداد المخاوف من أن يتسبب إرهاق اللاعبين في تراجع مردودهم لدى انضمامهم للمنتخب.
ذلك الأمر ربما يفسره اعتماد كوبر على أكثر من محترف في كل مركز يشغله لاعب من الأهلي والزمالك، فنجد هناكل كهربا في الجناح وكوكا في الهجوم وصلاح في الجبهة الهجومية، والنني وعمرو وردة في الوسط، إضافة إلى العناصر الجديدة أمثال سام مرسي وأمير عادل، وكذلك محمد عبدالشافي وأحمد المحمدي وكريم حافظ وتريزيجيه ورمضان صبحي وعمر جابر
هؤلاء اللاعبين يمثلون قوام منتخب مميز لم يتوفر لمصر منذ سنوات، لكن عناصر الأهلي والزمالك يجب أن تكون حاضرة وهو الأمر الذي يجب أن يجد حلا لدى المدرب كوبر حتى يتجنب آثار إرهاق اللاعبين.