الرئيسيةمجتمعوفاة الشيخ عبد العزيز الكرعاني.. رحيل رجل العلم والخلق بعد معاناة مع المرض
مجتمع

وفاة الشيخ عبد العزيز الكرعاني.. رحيل رجل العلم والخلق بعد معاناة مع المرض

 

وفاة الشيخ عبد العزيز الكرعاني.. رحيل رجل العلم والخلق بعد معاناة مع المرض

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودّعت الساحة الدينية والعلمية بالمغرب أحد رجالاتها الكبار، الشيخ عبد العزيز الكرعاني، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد معاناة مريرة مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا من العلم، والذكر الحسن، والخلق الرفيع.

الشيخ الكرعاني، الذي كان مثالًا للرجل الوقور، المتزن، والعارف بأحوال الناس، ظل طيلة حياته منارة للعلم ومرجعًا موثوقًا لدى طلبة المعرفة والباحثين، ومحبوبًا لدى عامة الناس لما عرف عنه من تواضع، وصدق، وسعة صدر. كان الشيخ يتصف بالجمع بين العلم الشرعي المتين والخلق النبيل، فكان مجلسه مجلس علم وذكر، ومواقفه دومًا ناطقة بالحكمة والرحمة.

وقد عرف الفقيد بإخلاصه في خدمة كتاب الله وسنة نبيه، سواء من خلال التدريس أو الإرشاد أو خطبه التي كانت تلامس القلوب وتوقظ الضمائر. لم يكن العلم عنده ترفًا فكريًا، بل سلوكًا عمليًا يتمثل في أخلاقه ومعاملاته مع الناس.

عانى الشيخ الكرعاني في السنوات الأخيرة من المرض، لكنه كان دومًا صابرًا محتسبًا، لا يشكو إلا إلى الله، محتفظًا بابتسامته وهدوئه المعهود، مؤمنًا بأن الابتلاء باب من أبواب الأجر ورفعة الدرجات. وكانت زيارات تلامذته ومحبيه في هذه الفترة دليلاً على ما يكنه له الجميع من تقدير واحترام.

وفاة الشيخ عبد العزيز الكرعاني ليست فقط فقدانًا لرجل دين وعلم، بل هي خسارة لرمز أخلاقي وثقافي ترك بصمته الواضحة في نفوس الأجيال، وخلّف إرثًا من القيم والمبادئ التي ستبقى نبراسًا لمن سار على دربه.

وقد عمّ الحزن أوساط العلماء، والدعاة، وتلامذته، وكل من عرفه أو سمع عنه، حيث توافد عدد كبير من المشيعين لتوديع الشيخ إلى مثواه الأخير، في جنازة مهيبة شهدت حضور شخصيات دينية وأكاديمية، ومحبين من مختلف المناطق، في مشهد جسّد محبة الناس له ومكانته الكبيرة في قلوبهم.

نسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه وتلامذته الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
بقلم رضوان التهامي

بتاريخ اليوم31.5.2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *