بقلم يونس رقيق….
مهرجان المحبس: احتفال فني وتراثي يعزز التواصل الثقافي على مشارف تيندوف
شهدت منطقة المحبس القريبة من مدينة تيندوف، خلال الأيام الماضية، انطلاق فعاليات مهرجان المحبس السنوي، في نسخته3 الذي أصبح محطة بارزة تستقطب الزوار من مختلف أنحاء المغرب وخارجه. يهدف هذا المهرجان إلى الاحتفاء بتراث المنطقة العريق وتعزيز قيم التواصل والتعايش، في جو من الفرح والانفتاح الثقافي.
البرنامج المتنوع: لقاء بين الفن والتراث
تميز المهرجان هذا العام ببرنامج غني وشامل، يشمل عروضاً فنية وتراثية متنوعة، حيث تنافست الفرق الفولكلورية من مختلف مناطق المملكة على تقديم لوحات راقصة وأغاني شعبية تعبر عن ثقافة وتاريخ المنطقة. وتميزت الفعالية بمشاركة العديد من الشخصيات الفنية والأدبية، بالإضافة إلى الفرق الشعبية التي أتت لتقديم عروض تعكس التراث المغربي الأصيل.
كما شهد المهرجان إقامة معارض للصناعات التقليدية التي تعكس حرفية الصناع المحليين، مثل الفخار والنسيج والجلد، مما أتاح للزوار فرصة الاطلاع على روائع هذا التراث المتوارث عبر الأجيال.
دعم السياحة والترويج للمحلية
إضافةً إلى الأجواء الفنية، حمل المهرجان هدفًا اقتصاديًا مهمًا، حيث يشكل رافدًا لتنمية السياحة المحلية، ويعزز من إشعاع المنطقة على الصعيد الوطني والدولي. فقد شهدت المحبس توافد أعداد كبيرة من السياح الذين استمتعوا بالموروث الثقافي الفريد، وشهدوا عن قرب تنوع الثقافة المغربية وتقاليدها الغنية.
وقد ألقى رئيس الجماعة الترابية كلمة خلال حفل الافتتاح، عبّر فيها عن فخره بتنظيم هذا الحدث، وأكد على التزام السلطات المحلية بتقديم كافة أشكال الدعم لتعزيز هذا المهرجان وتطويره في المستقبل، لجعله جسرا لتعزيز التواصل بين مكونات المجتمع المغربي وبين الثقافات المختلفة.
لحظة اعتراف بالمبدعين المحليين
تميز المهرجان أيضًا بتكريم مجموعة من الشخصيات التي ساهمت في الحفاظ على التراث المغربي وتطويره، حيث تم تكريم عدد من الفنانين والمثقفين والحرفيين الذين بذلوا جهودًا كبيرة للحفاظ على تقاليدهم ونقلها للأجيال الجديدة. وكان لهذا التكريم أثر إيجابي على الحاضرين، الذين عبّروا عن تقديرهم واحترامهم لهذه الشخصيات.
دور المهرجان في تعزيز الوحدة الوطنية
في ظل الأجواء الاحتفالية، برز المهرجان كمحطة هامة لترسيخ قيم الوحدة الوطنية، حيث شارك الجميع بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية، في أجواء من الود والاحترام المتبادل. وتحولت المحبس خلال أيام المهرجان إلى ملتقى للحوار والتفاعل الثقافي، مما أسهم في تعزيز أواصر المحبة والانتماء للوطن.
ختام الفعاليات: آمال وطموحات مستقبلية
اختتم مهرجان المحبس بحفل كبير شهد تقديم عروض ختامية تجمع بين الرقصات الشعبية والأغاني الوطنية، وسط حضور جماهيري واسع. وأعرب المنظمون عن تطلعهم لمزيد من التطوير في النسخ المقبلة، آملين أن يصبح المهرجان وجهة دائمة للسياحة الثقافية، ومصدرًا لاستقطاب الزوار من داخل وخارج المملكة.
يظل مهرجان المحبس، الذي أتى ليجمع التراث والفن، لحظة احتفاء بالثقافة المغربية ووسيلة لتعزيز الارتباط بالأصالة في زمن العولمة، وهو مناسبة تعكس غنى هذا التراث العريق، وتؤكد على وحدة وتلاحم الشعب المغربي.