بقلم مصطفى جراتلو…
يُعدّ الدفاع عن مصالح السكان وحمايتهم من الأضرار البيئية والصحية واجباً أخلاقياً واجتماعياً على عاتق المستشارين الجماعيين. ما قام به مستشارو المجلس الجماعي للدروة من منع شاحنات النفايات القادمة من جماعات أخرى يعكس التزامهم بحماية البيئة المحلية وحق السكان في بيئة سليمة وصحية.
صحيح أن المجلس الجماعي للدروة لا يمتلك جهاز شرطة إدارية، لكن هذا الفراغ لا يعني السماح باستغلال المطرح العشوائي لاستقبال النفايات الخطيرة من جماعات أخرى. المبادرة التي اتخذها المستشارون الجماعيون تعدّ إجراءً ضرورياً أمام غياب التدخل الرسمي لضمان سلامة البيئة المحلية.إدخال نفايات خطيرة وغير منظمة من جماعات أخرى إلى المطرح العشوائي يشكل تهديداً مباشراً لصحة السكان والبيئة المحيطة. المطرح العشوائي يقع على مقربة من مطار محمد الخامس الدولي، ما يضيف خطورة إضافية تتمثل في احتمال تأثيره السلبي على صورة المنطقة، خصوصاً مع اقتراب استضافة حدث كروي عالمي. بالإضافة إلى ذلك، قربه من تجمعات سكانية يجعل المشكلة أكثر إلحاحاً بسبب الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الناقلة للأمراض، مما يزيد من معاناة السكان المحليين.ان تعزيز الرقابة على المطرح العشوائي ووضع آليات صارمة لمنع استغلاله من طرف جماعات أخرى هو مسؤولية تقع على عاتق السلطات الإقليمية والمحلية. وإذا كانت الإمكانيات المتوفرة للجماعة غير كافية، فمن الضروري أن تتدخل السلطات الإقليمية لتوفير الدعم المطلوب وإيجاد حلول مستدامة.و يمثل المستشارون الجماعيون تطلعات السكان ويعملون كصوت مدافع عن حقوقهم. ما قاموا به في هذا السياق يعكس دورهم الأساسي في الدفاع عن بيئة آمنة وخالية من التلوث، ويؤكد التزامهم بالمسؤولية التي منحها لهم السكان.كما ينبغي أن يتم التعاون بين السلطات المحلية والإقليمية والمجلس الجماعي لمعالجة هذا الملف بجدية. كما يتوجب اتخاذ إجراءات صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات، مع إيجاد حلول بديلة ومستدامة لمعالجة النفايات بطريقة آمنة وصديقة للبيئة، تعكس الصورة اللائقة بالمنطقة خاصة مع الاستعداد لاستضافة أحداث رياضية عالمية.