إعداد يونس رقيق…
في حضرة الطرب الأصيل: ندوة فنية تكرّم الذاكرة وتحيي الهوي
الدار البيضاء – الجمعة 11 أبريل 2025
في أجواء دافئة تنضح بالفن والأصالة، احتضنت القاعة الكبرى لدار الشباب النجمة بالحي الحسني، ندوة فنية مميزة نظّمتها جمعية إيناس للثقافة والفن الأصيل تحت شعار:
“الطرب المغربي الأصيل… ذاكرة وهوية”.
جاءت هذه المبادرة في سياق الاحتفاء بالموروث الفني المغربي واعتباره ركيزة من ركائز الهوية الوطنية. وقد عرفت الندوة حضور شخصيات جمعوية وفنية وثقافية وازنة، كان من أبرزها الإعلامي حسن بوسرحان الذي أدار اللقاء باقتدار، مستهلاً بكلمة أكد فيها على أهمية الحفاظ على الطرب المغربي كذاكرة حية ومرآة للوجدان الجماعي.
أصوات تحكي ذاكرة الطرب المغربي
تميزت الندوة بمداخلات نوعية لأربعة من أعمدة الطرب المغربي:
الفنان بنقانية: قدّم قراءة فنية تاريخية للطرب الأصيل، مشددًا على ضرورة دعم المؤسسات لهذا الإرث الفني وتلقينه للأجيال.
الفنانة الطاهيري: سلطت الضوء على فن الملحون، ودور المرأة في إعادة بعثه عبر الأداء والإبداع.
الفنانة فاطمة ولهان (عن مجموعة الغيوانيات): تناولت تجربة الظاهرة الغيوانية وعمقها الفلسفي والاجتماعي، داعية إلى توثيقها ضمن المناهج التعليمية.
الفنان الشعبي ياسين الفيلالي: تحدث عن الطرب الشعبي كصوت مستمر في الذاكرة المغربية الحية، مطالبًا بمنحه الاعتبار الذي يستحقه في الساحة الفنية.
نقاش حي وتوصيات طموحة
شهدت الندوة تفاعلاً حيًا من الحضور، وخرجت بتوصيات عملية، أبرزها:
إطلاق ورشات تكوينية متخصصة في فنون الطرب الأصيل.
تشجيع الشباب على الانخراط في مشاريع تراثية إبداعية.
توثيق تجارب الفنانات المغربيات في مجالات الطرب التراثي.
لحظة اعتراف وتكريم في ختام فني راقٍ
وفي لحظة احتفالية مميزة، تم تكريم جميع المشاركين في الندوة بشواهد تقديرية وطروفيات للذكرى، كعربون محبة ووفاء. وقد تم تسليم هذه الشهادات من طرف شخصيات وازنة، في مشهد مؤثر احتضنته القاعة الكبرى وسط تصفيقات الحاضرين.
برقية ولاء وإخلاص لجلالة الملك
وفي ختام الأمسية، قامت السيدة زبيدة بوسدرة، رئيسة الجمعية، بقراءة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، باسم كافة المشاركين، مجددة التأكيد على التشبث بثوابت الوطن، والدعاء بدوام الأمن والاستقرار تحت القيادة الرشيدة لجلالته.
جسّدت هذه الندوة لحظة اعتزاز جماعي بالتراث، ورسخت أن الطرب المغربي الأصيل ليس مجرد موسيقى، بل هو شاهد حي على روح وطن لا تنطفئ.