الفنان محمد الشوبي في ذمة الله بعد معاناة مع المرض: وداعًا لصوت الإبداع والالتزام
الدارالبيضاء – رضوان التهامي
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقى الوسط الفني المغربي ومعه جمهور عريض من المحبين نبأ وفاة الفنان والممثل القدير محمد الشوبي، بعد صراع مرير مع المرض، فارق على إثره الحياة مخلفًا وراءه رصيدًا فنيًا وإنسانيًا زاخمًا، وإرثًا لن يُنسى.
كان الراحل، الذي عرفه المغاربة على مدى عقود من الزمن، واحدًا من أبرز الأصوات الجريئة في المشهد الثقافي، ممثلًا ومثقفًا، ترك بصمته في الدراما التلفزيونية والسينما والمسرح، من خلال أداء صادق وموهبة حقيقية، وأدوار تجاوزت الترفيه لتلامس هموم المواطن وقضايا الوطن.
لم يكن محمد الشوبي مجرد فنان يؤدي أدوارًا مكتوبة، بل كان ضميرًا ناطقًا بقضايا الحرية والكرامة والعدالة. لم يتردد يومًا في الجهر بمواقفه، سواء عبر كتاباته أو حضوره الإعلامي، ما جعله يحظى بتقدير خاص داخل وخارج الوسط الفني، حتى من أولئك الذين قد يختلفون معه.
على الرغم من محنته الصحية في الشهور الأخيرة، ظل الشوبي محتفظًا بابتسامته، وبإرادته الصلبة، يبعث برسائل الأمل، متمسكًا بالحياة والفن إلى آخر رمق. وقد عبر كثير من زملائه وأصدقائه عن حزنهم العميق لفقدانه، واصفين رحيله بالخسارة الكبيرة للفن المغربي وللكلمة الصادقة.
رحل محمد الشوبي، لكن ملامحه ستظل حاضرة على الشاشة، وصوته سيبقى يتردد في ذاكرة من أحبوه، أما مواقفه فستبقى نبراسًا للأجيال القادمة من الفنانين.
إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
