الكاتب: عبد الرفيع حمضي
زمن الكبار
توصلت مساء هذا اليوم من الخطوط الملكية المغربية ،ببريد إليكتروني يخبرونني ان رحلتي المقبلة من روما ستقوم بها شركة اخرى.
وانني اعتبر هذه الرسالة البسيطة، كبيرة في المعنى والدلالة. لأنها تجاوب مع ما كتبته يوم امس على حائطي ،واستدراكا لوضع غير مهني ،وايضا اعترافاً بان ما حصل كان خطأ في حق الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا .والتي تجاوز عددها بكثير ،نصف مليون رغم حداثتها بالديار الإيطالية . مع ان تدخل الربان الإيطالي ومهنيته كشفت رعونة (صحابنا) .
لكن ما حصل يوم الثلاثاء لي ولغيري وما وقع طيلة العطلة الصيفية حسب ما صرح لي به احد طاقم الطائرة . ألا يتطلب اعتذارا على الأقل ؟ اليس الزبون هو الملك في كل علاقة تجارية منذ اليونان ؟ ألا يعلم اهل الدار، انه في مجال السياحة ، كل زبون راض على الخدمة يستقطب زبونا واحداً فقط وكل زبون غير راض يُفوت على الشركة ما بين 14 و20 زبون .؟
إلا نستحق الاعتذار؟ .
في صيف 2014 بلغنا في مؤسسة سويسرا -المغرب للتنمية المستدامة FSMD التي لازلت مسؤلا عن فرعها بالمغرب .ان مسافرة افريقية من البنين السيدة (EN )قد تعرضت لمعاملة غير لائقة بمطار الدار البيضاء من طرف (صحابنا ) لارام RAM وهي عابرة إلى جنيف ،مما فوت عليها رحلتها .
بعد استجماع المعطيات كاتبنا الرئيس المدير العام وكان حينها السيد ادريس بنهيمة (2006-2016 )وبدوره تحرت مصالحه في الموضوع وجاءنا الرد بسرعة فائقة مع اعتذار واضح ،وتأسف من الرجل ،حتى أحرجنا في الموسسة بتواضعه وبقوة كلماته وختم رسالته “نرجوكم ان تبلغوا للسيدة اعتذاري وان تبحثوا معها ما يمكن ان تقدمه لها الخطوط الملكية المغربية لجبر خاطرها.”
و طبعا أكبرنا هذا الاعتذار وبلغناه للسيدة وكعادة الإفريقيات المعروفات بكبريائهن فقد قبلت الاعتذار وتعففت على ما اقترحناه عليها.
وعلى (اصحابنا) ان يعودوا إلى هذه الواقعة . فوثائقها بأرشيف المدير العام إذا لم يكن قد تم العبث بها . أمّا نسخنا فالأصل محفوظ بجنيف لذا رئيسنا ونسخة بالرباط وثالثة بإحدى العواصم الإفريقية .انه التاريخ .
هكذا كان زمن الكبار
إيطاليا – في 11 شتنبر 2024