محمد عيوش شيشاوة…
التشرد في إقليم شيشاوة: واقع مقلق وحلول منتظرة
مقدمة
يعد التشرد من الظواهر الاجتماعية المقلقة التي باتت تفرض نفسها بقوة في إقليم شيشاوة، حيث أصبح مشهد المتشردين في الشوارع والأسواق والمرافق العامة مألوفًا. هذه الفئة، التي تعاني من الهشاشة والإقصاء الاجتماعي، تعيش في ظروف قاسية، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لإيجاد حلول مستدامة.
أسباب تفشي الظاهرة
يرجع تفشي ظاهرة التشرد في إقليم شيشاوة إلى عدة عوامل متداخلة، من أبرزها:
الفقر والهشاشة الاجتماعية: يعتبر الإقليم من بين المناطق التي تعاني من ضعف في التنمية الاقتصادية، ما يدفع بعض الأسر إلى التفكك ويترك العديد من الأفراد دون مأوى.
الأمراض النفسية والإدمان: يعاني بعض المشردين من اضطرابات نفسية أو إدمان على المخدرات والكحول، ما يزيد من صعوبة إدماجهم في المجتمع.
الهجرة القروية: تفاقمت هذه الظاهرة بسبب الهجرة من القرى نحو المراكز الحضرية داخل الإقليم، حيث يجد البعض أنفسهم دون عمل أو سكن، ما يؤدي بهم إلى الشارع.
تفكك الأسرة: النزاعات العائلية وحالات الطلاق تساهم في دفع بعض الأفراد، بمن فيهم النساء والأطفال، إلى التشرد.
انعكاسات الظاهرة
يؤثر انتشار التشرد بشكل سلبي على المجتمع المحلي، حيث يؤدي إلى:
تدهور صورة المدينة وانتشار الأزبال في أماكن تواجد المشردين.
ارتفاع نسبة الجريمة، خاصة في المناطق التي تشهد كثافة سكانية عالية.
تهديد الأمن الصحي نتيجة انتشار الأمراض المعدية وغياب الرعاية الطبية.
جهود السلطات والمجتمع المدني
رغم خطورة الوضع، تعمل السلطات المحلية والجمعيات الخيرية على تقديم الدعم لهذه الفئة عبر:
إطلاق حملات إيواء المشردين خلال فترات البرد القارس.
إحداث مراكز للإدماج الاجتماعي توفر خدمات الإيواء، التأهيل، والعلاج النفسي.
تعزيز دوريات المساعدة الاجتماعية التي تقوم بتقديم الإسعافات الأولية والتوجيه لفائدة المشردين.
التنسيق مع المجتمع المدني لتنظيم مبادرات خيرية تشمل توزيع الأغطية، الملابس، والوجبات الغذائية.
توصيات وحلول مقترحة
للتصدي لهذه الظاهرة بشكل أكثر فعالية، يجب:
إحداث مراكز استقبال دائمة تعنى بإعادة تأهيل المشردين وتوفير فرص عمل لهم.
توفير الدعم النفسي والعلاج المجاني للمصابين باضطرابات عقلية أو المدمنين.
إطلاق حملات توعوية تستهدف الأسر لمنع تفككها ولحماية الأطفال من التشرد.
تعزيز التعاون بين السلطات والجمعيات لضمان استمرارية المشاريع الاجتماعية.
خاتمةت
بقى ظاهرة التشرد بإقليم شيشاوة تحديًا اجتماعيًا يستوجب حلولًا جذرية ومستدامة، تتطلب تضافر جهود الدولة، المجتمع المدني، والقطاع الخاص. فالقضاء على التشرد ليس مجرد مسؤولية رسمية، بل هو واجب إنساني يفرض على الجميع السعي نحو مجتمع أكثر تضامنًا وإنصافًا.