بقلم عبد الرفيع حمضي بنيامين……”عطاء الله”
“حينما أقود الجيش إلى (…….) مندفعا بالغضب، فإنك لو كنت مختفيا في السماء أو في الأرض، فسوف أنزلك من الفلك الدوار، وسأُلقيك من عليائك إلى الأسفل كالأسد، ولن أدع حيا في مملكتك.
وسأجعل مدينتك وإقليمك وأراضيك طُعمة للنار”
هذا نص رسالة واحدة تؤرخ لحدثين متباعدين في التاريخ والجغرافية . لكن دعنا نتساءل ،ما الفرق بين ،ما إذا كان هذا الجيش متوجها الى بغداد يوم 29 يناير 1258 م أو إلى غزة يوم 7 اكتوبر 2023 ؟ وما هو الفرق بين ان يكون قائد الجيش هو هلاكو خان أو بنيامين نتنياهو ؟
ألم يقض المغول بقيادة هولاكو على مظاهر الحضارة ببغداد؟ فقتلوا جيوشها ودمروا عمرانها وفتكوا بنخبتها ؟
اما نتناياهو لم يكفيه ذالك فزاد ووأد الرضع وقتل الشيوخ والنساء والعابدين والساجدين ودمر المستشفيات والمدارس والمساجد والمقابر والمراحيض حتى ولازال .
هولاكو خان حاصر بغداد 12 يوما واستباحها 40 يوما فقط وحملة الإبادة برواندا دامت 100 يوم سنة 1994 حيث شن القادة المتطرفون في جماعة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة ضد الأقلية من قبيلة توتسي. ، واعتبرت حينها من طرف الرأي العام الدولي أنها اخطر جريمة ارتكبت ضد الإنسانية في القرن العشرين .
اما نتنياهو بنيامين فهاهو يرقص في يومه 138 – والعداد لازال يدور- على أحشاء الأطفال وضفائر النساء وصوت حاله يقول أنا اول رئيس وزراء ازداد بهذه الارض سنة 1949 وعشت بها وسافرت وعدت في 1967 وحاربتكم واخدت اجازة من الجامعة بفيلادلفيا سنة 1973 وعدت أثناء الحرب وقمت باللازم كذلك .”
هذا هو بنيامين نتنياهو ؟
فهل فعلا لكل امرء من اسمه نصيب كما تقول العرب ،
وبنيامين في معجم المعاني بالعبرية تعني “ابن البركة” اما نتنياهو فمعناها “عطاء الله “وهكدا يصبح بنيامين نتنياهو هو “ابن البركة عطاء الله ”
ألم يستطع نتنياهو ببركته ان يجعل من الاعلام الغربي مجرد جوقة بالمزامير والطبول وهو يرقص ويرقص ؟
الم يستهزئ بنيامين ” عطاء الله”بالأمم المتحدة وبأمينها العام ?ألم يتجاهل محكمة العدل الدولية ؟
الم يحشرنا جميعا في دور العبادة لنصلي وندعو بلسان واحد ونقصف اليهود والصهاينة معا بصواريخنا الشفوية ‘ اللهم رمل نسائهم ويتم أبناءهم … وننتظر عودة الجيش الذي لا يقهر .
هولاكو خان لما توفي كان “آخر من دفن على قمة صخرة ارتفاعها نحو 300 متر، فوق سواحل جزيرة شاهي في بحيرة أرومية وكان التقليد السائد عند المغول أن تدفن جواريه معه ليخدمنه في الحياة الأخرى كما يعتقدون، وكان هولاكو آخر أمير دفن وفق التقاليد المغولية”.
لكن بغداد قامت من جديد .
فهل سيكون نتنياهو آخر رئيس وزراء إسرائيل سيدفن بهذه الارض المحتلة وتدفن معه هزائمنا وخوفنا وتخاذلنا . اما فلسطين فيقينا انها لن تموت فهي قبل ان تكون بقعة جغرافية فهي قضية وعقيدة .